طبيب الخشب “الصقعوب”.. ترك وظيفته ليحمي محبوبته ويفوز بـ”البيئة”

احتاج الشاب “عبدالعزيز ناصر الصقعوب” للهمة العالية والتغلب على ثقافة العيب فقط ليتحول من موظف ينتظر راتبه آخر الشهر إلى صاحب مهنة وعصامي، تمتلئ أرفف المحال والمنازل بنتاج عمل يده من تحف ومباخر وصحون، كما تتزين بفنونه الخشبية “كافيهات” القهوة المختصة.

وفي معرض “دلني على الطيب” في نسخته الثالثة، المقام حاليًا بمركز الرياض للمؤتمرات والمعارض، يقف “الصقعوب” خلف ماكينة لبرد الأخشاب، ويحلق حوله الزوَّار مسلطين عليه كاميرات هواتفهم، لكنه غير آبه بهم؛ لأنه اعتاد على علامات الاستغراب لقلة الشباب السعودي العامل في هذا المجال الذي يدرُّ أموالاً جيدة، قادت “طبيب الخشب” لترك وظيفته، والتركيز على تدوير وتصنيع وصيانة الأخشاب.

بدأت علاقة عبدالعزيز الصقعوب بالخشب من المنزل، ثم افتتح محلاً صغيرًا في سوق “الجردة” ببريدة، وطوَّر نفسه وصقل مهارته في كل خامات الأخشاب، واستطاع جلب متابعين كُثر في حسابه بالإنستقرام، كما جذب بإبداعاته تجار المعارض وصناعة الخشب، ومحال الديكور والموبيليا.

يحمل الشاب “الصقعوب” رسالة جميلة، تتمثل في المحافظة على مخلفات البيئة من الخشب، ويمتعض من قناعة الناس حول الخشب المحلي أنه لا يصلح إلا للحطب، وقدَّم مقترحًا لوزارة البيئة بأهمية تدوير الخشب، وأُقيمت مسابقة حول الاستفادة من المقترح، وتم تدوير 35 ألف طن، وفاز ضمن العشرة الأوائل.

وفي متحف العود بمعرض “دلني على الطيب” يتعرف الزوار من خلال الشاب عبدالعزيز الصقعوب على طريقة نحت أشجار العود، واستخراج مكنونها، وكذلك طريقة صناعة مكحل تولة العود التي تمتص الدهن بدلاً من الأنبوب البلاستيكي بهدف حفظ الجودة والأناقة؛ لتتنوع إبداعات الشاب بدافع حماية هوايته المحببة، وهي قولبة أشجار الخشب بصناعة محلية لن تنتهي.

۱

source: sabq

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

×
Scroll to Top