النشرة المحلية

“قروب الأمهات”.. وسيلة تواصُل أم جهاز “استخبارات” مُصغّر

خلال السنوات الأخيرة، دخلت التقنية في حياة المجتمعات وفرضت نفسها بقوة، في جُل تفاصيل الحياة، ما ظهر منها وما بطن. فالإنسان يصعب عليه على سبيل المثال القيام بتجديد رخصة قيادة، دون أن يكون للتكنولوجيا والتقنية الدور الأكبر في هذه العملية.

لكن الحديث هنا ليس عن ما يشبه ذلك، إنما حول ما يسمى بـ”قروب الأمهات”على تطبيق “الواتساب”، الذي تعمد معلمات الصفوف التأسيسية الدراسية، والأولى والابتدائية في المدارس، إلى إنشائه، وإدخال جميع أمهات الطلبة في عضويته.

ومن فوائد هذا القروب، أنه يشمل كل كبيرة وصغيرة عن كل طالب أو طالبة، بالإضافة إلى كونه وسيلة “استخبارية” تكشف سلوك الجميع، من خلال الإبلاغ عن أي أخطاء أو مخالفات يتم ارتكابها، ناهيك عن مستوى التحصيل العلمي، وأداء الواجبات.

ولا يتناسب هذا القروب مع وجود الوالد، لاعتبار أن الأم هي من تتحمل كل ما يتعلق بتفاصيل دراسة الأبناء، ومن ضمن مسؤولياتها متابعة المستوى التحصيلي للأبناء والبنات، وأن تكون على تواصل مباشر مع المعلمات.

وقد يكون في الأمر كثير من الأُلفة، التي يُحتمها وجود معلمة من الإناث وليس الذكور، في الصفوف التأسيسية والأولى، وهو ما أثبت جدارته، بعد أن قررت المملكة إسناد هذه المهمة لمعلمات من خريجات “رياض الأطفال”، في المدارس السعودية، ابتداء من العام 2019.

ولاقت تلك التجربة فوائدها، وهذا يبرز من خلال الانسجام الذي يُبديه الأطفال في سن متقدمة، مع المعلمات، نظير استيعابها كيفية التعامل مع الأطفال، باعتبارها إما أن تكون أُمًّا، أو تعي وتستلهم الأمومة في ذاتها وشخصها، الأمر الذي ينعكس على تعاملها مع الأطفال في هذا السن.

وبالعودة للمحور الأساسي، فمن المعتاد أن تضع المعلمة في ذلك التجمع عبر “الواتساب” كل الملاحظات، وأي طلبات يفترض إنجازها من واجبات ونحو ذلك، ولا يخلو الأمر، من التنبيه على سلوكٍ معين قد يصدر من طالب أو طالبة، لتأخذ الأم بحسبانها ذلك الأمر، وتعمل على معالجته.

ويُفتح من خلال “قروب الأمهات”، الباب لإجراء تصويت، ما إذا كان هناك أمرٌ طارئٌ يستدعي الغياب عن الفصول الدراسية؛ ويتم اعتماد القرار بموجب تصويت الأمهات، في صورةٍ تُعزز المشاركة بين الأسرة والمدرسة في مصير الطلاب والطالبات.

وطبقت المملكة مؤخراً عبر وزارة التعليم، ما يُعرف بـ”مدارس الطفولة المبكرة” بمراحلها الأولى، وبلغ عددها 1460 مدرسة، موزعة على مدن ومناطق المملكة، وشهدت تلك المدارس تأهيل وتجهيز 3313 فصلاً لرياض الأطفال، من شأنها استيعاب 83 ألف طفل.

وأسندت وزارة التعليم تعليم الصفوف الأولية إلى معلمات، وتم تطبيق هذا القرار بشكل تدريجي بلغ 37.5%، فيما تجاوز عدد الطلاب حسب إحصاء نشرته الوزارة عام 2021، حاجز الـ1.5 مليون طالب وطالبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى