النشرة العالمية

“الموت حرًّا”.. سيناريوهات مخيفة لتأثير الارتفاع الكبير لدرجات الحرارة والتغير المناخي عالميًّا

مع الارتفاعات المتوالية في درجات الحرارة عامًا بعد عام بسبب التغيرات المناخية العالمية، وتوجيه أصابع الاتهام لارتفاع درجات الحرارة في وفاة عشرات آلاف الأشخاص في العالم عام 2022، وبدء سقوط ضحايا جدد العام الحالي؛ يخشى علماء في تغير المناخ من أن يصبح “الموت حرًّا” أمرًا معتادًا السنوات المقبلة.

وأظهرت بيانات أولية نشرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أن الأسبوع الأول من يوليو هو أشدّ الأسابيع حرًّا على الإطلاق هذا العام؛ نتيجة تغير المناخ، محذرةً من القادم.

الدكتور وائل صفوت، مستشار منظمة الصحة العالمية سابقًا، يوضح كيف وصل تأثير درجة الحرارة إلى حدّ قتل البشر بهذه الأعداد، وما على كل شخص فعله ليمرّ الصيف آمنًا ويتجنّب هذا المصير.

ورصد صفوت، وفق سكاي نيوز عربية، أمثلة لأضرار ارتفاع درجات الحرارة الشديد، ولمدة طويلة، على صحة الإنسان؛ أبرزها التأثير على الأملاح والسوائل في الجسم.

وتابع: تحدُث تغيرات في الدورة الدموية لمواجهة درجات الحرارة؛ حتى لا تؤثر على درجة حرارة الإنسان الداخلية، بزيادة إفراز العرق، أما إذا كانت هناك رطوبة زائدة وتخرج سوائل بكثرة من الجسم يصعب تعويضها، أو إذا كان الشخص لديه مشاكل في إخراج العرق مثلًا؛ فإنه يتعرض لمشاكل نتيجة الإجهاد الحراري لجسمه؛ ما يصيب الدورة الدموية بالخلل.

ومن أعراض الإجهاد الحراري، وفق صفوت: الخمول الشديد، والشعور بتسارع ضربات القلب، ومشاكل في التنفّس، وقد تصل للتشنجات، أو الهبوط العام والإغماء، وقد تصل إلى الوفاة في حالة عدم التعامل بشكل صحيح مع الموقف.

ولفت إلى أن التعامل الصحيح مع الإجهاد الحراري يكون بتبريد الجسم بالمراوح والمكيّفات ووضع الثلج، حسب الحالة، أو نقل الشخص المصاب إلى مكان بارد بعيدًا عن الشمس المباشرة.

وعلى المصاب أن يتناول سوائل كثيرة تحتوي على أملاح معدنية، مثل العصائر؛ لتعويض السوائل الخارجة من الجسم، والحذر من تناول الشاي والقهوة والمشروبات الغازية؛ لأنها تزيد إدرار البول؛ أي تزيد نسبة السوائل الخارجة عن المسموح به.

ويمكن الوقاية من الإصابة بالإجهاد الحراري، بحسب مستشار المنظمة السابق، بارتداء ملابس بيضاء فضفاضة، والابتعاد عن التعرض المباشر للشمس، والحرص على الإكثار من تناول المياه والسوائل باستمرار، خاصة كبار السن، وتهوية المكان، وعدم المكوث في أماكن مغلقة بعيدة عن التهوية وقتًا طويلًا.

وبالنسبة إلى المرضى الذين يتناولون مدرات للبول، عليهم الرجوع للطبيب المعالج لإمكانية التقليل من الجرعات، أو وقفها حال عدم الاحتياج لها.

وأكد صفوت أن الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالإجهاد الحراري؛ هي: كبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة مثل مرضى القلب والسرطان والسكري، ومرضى الجهاز العصبي المركزي.

وإذا لم نستطع أن نوقف تغير المناخ، فما علينا الآن هو العمل على تقليل الخسائر التي يسبّبها للبيئة والإنسان، فقد بات البشر “يعيشون مرحلة مختلفة”؛ حسب المستشار السابق لمنظمة الصحة العالمية.

ويظهر مؤشر خسائر درجة الحرارة بين البشر، في نتائج دراسة نشرتها في مجلة “نيتشر” العلمية؛ أن 61 ألف شخص في أوروبا توفّوا في صيف عام 2022 لأسباب مرتبطة بدرجة الحرارة التي لم يعتدها سكان هذه القارة.

وحذّرت الدراسة المنشورة في يوليو الجاري، من أنه ما لم يتمّ القيام بشيء لحماية الناس من ارتفاع درجات الحرارة، فإن أوروبا ستشهد 68 ألف حالة وفاة كل صيف بحلول العام 2030 وأكثر من 94 ألفًا بحلول عام 2040.

وسجلت الهند، وهي واحدة من أكثر المناطق تأثرًا بتغير المناخ، زيادة في عدد الوفيات بلغت 99 وفاة خلال 3 أيام في يونيو، بسبب استمرار ارتفاع درجات الحرارة؛ ما أثار مخاوف من أن يصبح صيف العام الماضي، الذي أسقط وفيات، أمرًا معتادًا.

 

 

 

‏source: sabq

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى